في مشهد يختلط فيه الخوف بالشجاعة، خرج الطفل محمد علي محمد قرشي من رحم
الخطر ليكتب لحظة بطولية نادرة. حين انقلب القارب في مياه نهر النيل بمنطقة المتمة، لم يكن محمد مجرد
ضحية محتملة، بل أصبح منقذًا لوالدته، محوّلًا الخطر إلى قصة إلهام وفخر لكل من شهد
الحدث. الحادثة وقعت مساء الجمعة الماضية، عندما كان القارب يحمل عددًا من الركاب،
بينهم والدة الطفل محمد، الذين فوجئوا بانقلاب القارب في وسط النهر. وبينما كان الجميع
يواجه الخطر، تمسّك محمد بوالدته بكل قوته، وسبح بها إلى الضفة سالمة، في موقف بطولي
أثار إعجاب الأهالي والمجتمع المحلي. رغم النجاة البطولية للطفل ووالدته، لم تخلُ الحادثة من الخسائر، إذ فقد
ثلاثة أشخاص حياتهم غرقًا، بينما تمكن آخرون من النجاة بفضل تدخل الأهالي السريع. وقد لاقت شجاعة الطفل محمد إشادة واسعة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل
الاجتماعي، حيث وصفه كثيرون بأنه "بطل المتمة"، معتبرين أن قصته نموذج نادر
للشجاعة والتضحية، تذكّر الجميع بأن البطولة لا ترتبط بالعمر، بل بالقلب والإقدام.