لست آسفة على المسافات التي صنعتها بيني وبينك، ولا على برودٍ تسلّل إلى
حديثك حتى صار صمتًا مؤلماً..عشتُ أعاصير قاسية، وانهمرت عليّ لعنات الحياة حتى صرتُ
أصلب من أن أنحني لذكرى.. لم يعد في داخلي مكان لندمٍ يجرّني إلى الخلف، ولا لحنينٍ
يُعيدني إلى سجن العاطفة القديمة.. سأمضي بلا التفات، أحمل ذكرياتك كحزمٍ من غبار تتلاشى مع أول ريحٍ تمرّ
بي، وأنفي اسمك إلى منفى الهوى حيث لا صوت لك ولا ظل.. لم تعد ملامحك تسكنني، ولا صورتك
تسيطر على نبضي.. أنت وقلبك وما تبقى من أوهامك، فلتذوبوا في نار الخيبة، فلستُ أنا
من تبكي على رمادٍ متهاوٍ.. أنا امرأة تتقن النهوض بعد الانكسار، وتعرف أن الحب الذي يحترق لا يترك
وراءه سوى درسٍ عظيم: أن القلب يستحق من يصونه، لا من يخذله..