ضمن الأمور العديدة الَّتي لا أفهمها في سلوك مجتمعاتنا هو خوفنا من الحبِّ، نعم نحن نخاف منه كأنَّه بئر عميقة لا قرار له نخاف من ذكره ولو سهوًا على اللِّسان ويرعبنا أن نصنِّف أنفسنا في خانة العشَّاق وكان بيننا وين هذه العاطفة العذبة ثأر قديم..إلَّا أنَّنا حين نتأمَّل ثقافتنا من حكايات وأساطير وتعاليم وتقاليد نجد ان الحبُّ يتربَّع على كرسيِّ الاتِّهام كلَّما ألمَّ بأحدنا شيئًا من العذاب والسَّهر..نجده الحاضر الَّذي لا يغيب إنَّ كان الكلام عن نار الشَّوق وبعد الوصل ودموع الحنين وغيرها الكثير من التَّعابير في ذاكرتنا الأدبيَّة وهذه الظَّاهرة بحدِّ ذاتها تنقَّلنا لسؤال أكبر هو هل يعد الحبُّ معركةً؟
ألا يمكن أن يكون هادئًا مسالمًا دافئًا ولماذا يتحتَّم عليه في خيالنا العربيِّ أن يكون مشتعلاً حارقًا وقاتلاً؟ ألم يكن الحبُّ دائمًا في الشَّرائع والأديان مرتبطًا بالسِّكِّينة والأمان؟ أم أنَّ قصص الحبِّ السَّعيدة هي الَّتي لا تصل إلينا، ربَّما كانت نيران الحبِّ الدَّامي هي وحدها من نراها في حين تعاش قصص الحبِّ الهانئ في صمت..