Editor image

Abuk Achuil Bulabek

Article Editor | شؤونها وشجونها

عندما تتحول  المزحة إلى قوالب نمطية
Abuk Achuil Bulabek 118 views
Advertisement
Ad Space - 728 × 90 pixels

منذ أيام، انتشر على فيسبوك تدوينة تبدو للوهلة الأولى مضحكة: صورة لطفلة في السابعة من عمرها وهي تقوم بغسل الأطباق، مع تعليق يقول: "وأخيراً استخدمت غسالة الصحون التي اشتريناها منذ خمس سنوات."

شارك العديد من النساء هذه التدوينة بابتسامة أو ضحكة، لكن خلف هذه الدعابة تكمن رسالة مقلقة: ترسيخ صورة نمطية تربط بين الإناث والعمل المنزلي منذ نعومة أظفارهن.

الدعابة التي ترسخ النمطية

الضحك براءة، إلا حين يُبنى على حساب تكافؤ المسؤوليات. التدوينة تعزز فكرة أن الفتاة هي المسؤولة الطبيعية عن المطبخ، حتى وإن كان لديها إخوة أكبر منها. وكأننا نخاطب الولد: "هذا المكان ليس لك"، ونخاطب الفتاة: "مهما بلغ عمرك، هذه مهمتك."

هذه ليست مزحة عابرة، بل تربية متخفية تتسلل من الضحك إلى الأذهان.

المشكلة ليست في غسل الأطباق

لا أحد يقلل من قيمة الأعمال المنزلية. بل على العكس، المطبخ والعمل المنزلي مسؤولية نبيلة. لكن العائق يكمن في اختزال الأمر في جنس معين. حين تكبر الطفلة وهي تسمع أن مكانها المألوف هو أمام الحوض، بينما يكبر أخوها وهو يتلقى رسالة معاكسة: "أنت معفى من هذا الدور."

وهنا نغرس التمييز في البيت قبل أن يظهر في المجتمع.

النساء يساهمن دون وعي   


المؤسف أن الكثير من النساء أنفسهن ساهمن في نشر هذه التدوينة على سبيل الدعابة. لكن تكرار هذه الصور يخلق أثراً متراكماً : يرسخ عقلية تنتظر الفتاة لتكبر كي "تستريح الأم" أو "يجد البيت خادمة مجانية.

هذه التربية تقضي على العدالة في توزيع المسؤوليات، وتعيد إنتاج نفس الحلقة التي اشتكينا منها طويلاً.

التربية مسؤولية مشتركة

المطلوب ليس إلغاء الدعابة أو تقييد الضحك، بل أن نكون أكثر وعياً : البيت للجميع. تربية الأولاد على المشاركة في الأعمال المنزلية لا ينتقص من رجولتهم، بل يضيف إلى إنسانيتهم. وكذلك الفتاة يجب أن تكبر وهي ترى أن المسؤولية لا توزع بالميلاد بل بالعدالة.

خاتمة: من يضحك في النهاية؟

قد يضحك البعض على صورة طفلة تغسل الصحون، لكن في الحقيقة الضحكة تنعكس على بناتنا جميعاً . لأن الصورة البريئة تصنع وعياً  غير بريء: وعياً  يكرس أن الفتاة "غسالة الأطباق"، والولد "ضيف في البيت".

قبل أن نعيد نشر أي منشور، فلنسأل أنفسنا: هل نضحك… أم نرسخ نمطاً جديداً؟

🔹 ما هو رأيكم؟

هل هذه النكات بريئة حقاً ، أم أنها تؤسس لمشكلة أكبر في تربيتنا وعلاقتنا بالبنات والأولاد؟

Advertisement
Ad Space - 728 × 90 pixels
Tags:
شئوونهاAbuk