Editor image

اسيل عادل شواهنة

Article Editor | قصص

قال لها: "ابقَ بقربي
اسيل عادل شواهنة 532 views
Advertisement
Ad Space - 728 × 90 pixels

ابقَ بقرب يا دواء الروح، يا ساكنة قلبي.

نظرت إليه بلهفة ممزوجة بالعاطفة والشوق والحب والاحتقار والانكسار والانتصار، تتساءل في نفسها: من هذا؟ أهذا الذي جعل قلبي رمادًا لأجله؟ أهذا الذي مشيت على الجمر حافية القدمين لأجله؟ أهذا الذي أفنيت العمر كله لأجله؟ أحقًا عاد اليوم ليطلب قربي؟ أم أنه سيغادر غدًا؟

نظر إليها، وعينيه تشع شوقًا يكاد يذبح قلبها وعقلها معًا. اقترب منها، أمسك يديها، وقال:

"دعيني أرفع شراعي في بحر سفنك من جديد، دعيني أكون سفير قلبك، دعيني أمحو الذكريات الأليمة، أعدك أن أكون رحمة لقلبك، سماءً، غيومًا، وعاصفة حبك، دواء لسقمك وجرحك."

حارت في أفكارها، تتلاطم المشاعر في قلبها وعقلها، لكنها تعلم في قرارة نفسها أنه قد لا يجلب لها نفعًا، ومع ذلك كانت تريده. رغم الألم والجراح، كانت تريده، وكانت تريد أن تبقى بقربه.

أمسكت بيديه وانطلقت دموعها، انهارت في حضنه، وتوسلت:

"أرجوك، ابقَ بقربي. لا تتركني، لا تدع مشاعر الندم والقهر تقتلني. أرجوك، ابقَ معي."

كانت ترتجف كزهرة في مهبّ الريح...

 

الطفلة الصغيرة "شين إر"، لم تتجاوز عامها الثاني، جلست تبكي بخوف قبل خضوعها لجراحة قلب دقيقة في مستشفى جامعة تشجيانغ بالصين..

بين الأجهزة الباردة والمعاطف البيضاء، كانت عيناها تبحثان عن الأمان… عن حضن دافئ، عن ابتسامة تزيل رهبتها.

وفجأة

دخل الدكتور "شي تشو"، نائب مدير جراحة القلب، ولم يدخل كطبيب فقط — بل كأب. اقترب منها، حملها بين ذراعيه بحنان، وأخرج هاتفه، وبدأ يعرض عليها رسومًا متحركة مشهدًا تلو الآخر. شيئًا فشيئًا، خفّ البكاء، وعادت الابتسامة لترتسم على وجهها..

طبيبة التخدير "جين زي ينغ" وثّقت هذه اللحظة بعدستها، لتنتقل صور الرحمة والاحتراف إلى قلوب الملايين حول العالم..

والأجمل؟

العملية نجحت، وتعافت "شين إر" بالكامل، تاركة خلفها قصة إنسانية مؤثرة تُذكرنا أن الطب ليس مهارة فقط، بل رحمة ودفء قلب..


Advertisement
Ad Space - 728 × 90 pixels
Category: قصص
Tags:
قصص